رسالتنا لأهالي الأحياء الشرقية في حلب
Published: Dec 14, 2016 Reading time: 2 minutes Share: Share an articleOur Message to the Civilians of East Aleppo

نقف اليوم في منظمة الناس عند الضيق وقفةَ تضامن مع المدنيين المحاصرين في شرق حلب. ولا تكفي كلماتنا ولا تضامننا للتعبير عن الموقف. وبسبب عدم وجود ممرات للخروج حالياً ولا مشافي ولا محروقات ولا مواد إغاثية وعدم توفر مخزون من المياه الصالحة في القسم المتبقي من الأحياء المحاصرة, فإننا نكرر دعوتنا لتوفير ممرات إجلاء آمنة وحماية المدنيين ونشهد بشجاعة الناس الذين عانوا وتستمر معاناتهم في المدينة اليوم.
وخلال ال 48 الساعة الماضية وعندما انتهت آخر معركة في حلب, فإن السكان المتبقين في مناطق الثوار لا يزالون محتجزين ضمن مساحة 5 كيلو متر مربع وتحيط بهم خطوط الجبهات ولا يزالون تحت تديد القصف وغارات الطيران. ومن بين هؤلاء 1500 عامل إغاثي. ويقوم هؤلاء بإرسال تحياتهم ورسائلهم التي قد تكون الأخيرة. من الصعب جداً قراءة كلماتهم وفهم معانيها وتجلياتها وحقيقتها.
واليوم وبما أنه أعلن النظام عن انتهاء معركة حلب يقوم الناس في الأحياء الشرقية بالتحضير للإخلاء ولكم تم تأجيل خروجهم وهناك تقارير عن عمليات إعدام واستمرار القصف. ورسالتنا لهؤلاء الذين عانوا وتستمر معاناتهم في أحياء حلب الشرقية بأنه تصبروا وتحتسبوا وألا تقنطوا. ونقول للأخوة الذين ينتظرون مصيرهم:
لم يكن بالإمكاننا الوصول إليكم منذ شهر تموز. ولكننا لم ننساكم ولم نتوقف عن المحاولة للتواصل معكم. لقد أبقتنا معاناتكم متيقظين ليل نهار وأبقانا صبركم وجلدكم في العمل طوال الأسبوع وإن وحشية الوضع الذي عانيتم منه وكنتم شهوداً عليه سيجعلنا نطلب العدالة والسلام للأبد.
ونوجه كلامنا للأطباء والممرضين الذين استمروا في معالجة المصابين والجرحى بالرغم من الهجمات على المنشآت الطبية ونقص المعدات والمستلزمات فإن شجاعتكم وتضحياتكم لم تكن سدىً. فبدونكم وبدون عملكم لكان هناك المزيد من الأسى والمعاناة.
وأيضاً عمال الإغاثة الذين خاطروا بحياتهم كل يوم لدعم وإنقاذ إخوانهم؛ فإن العالم أجمع قد عرف شجاعتكم وتضحياتكم وقد شجعتم الناس الآخرين لمتابعة عملكم.
كما أننا لم ننس الناس الذين بقوا لرعاية عوائلهم وأصدقائهم أو لم يكن لديهم أي مكان ليذهبوا إليه.
فمنذ شهر أيار قد شهد العالم وضعاً إنسانيا ً مأساوياً ويسوء كل يوم بشكل يفوق الخيال والتوقعات. ومثل كل المنظمات الإنسانية العاملة في سوريا وتتركز في تركيا؛ فإن منظمة الناس عند الضيق لم يُسمح لها بالدخول إلى حلب منذ شهر تموز وقد مُنِعت من إيصال الغذاء والمواد الأساسية الأخرى لمن يحتاجها.
وفي هذا الوقت وبالرغم من عدم جدوى العمل الظاهرة والمشهودة, فإننا ندعومجدداً وبقوة أكثر من قبل وبمزيد من الاسى ندعو لحماية المدنيين؛ رجالاً ونساءً وأطفال. وبالنيابة عن مدنيي شرق حلب, فإننا نحث كل أطراف الصراع وكل القِوى المؤثرة بأن يقوموا بجهدهم لإنقاذ أرواح المدنيين.
لم يعد الكلام كافياً, حان وقت العمل.
English version available here